تعريف موجز بأشهر مصنفي معاجم المصطلحات في التراث العربي الإسلامي

الدكتور محمد خالد الفجر

في هذا البحث من البحوث العلمية العربية سنتحدث عن أشهر مصنفي معاجم المصطلحات في التراث العربي الإسلامي، الذي شهد له كثير من العلماء بأن تراث العرب امتاز بدقة تصنيف المعاجم في مجالات متنوعة، وسنخصص بحثنا لعدد من مصنفي المعاجم، وقبل البدء بالحديث عنهم سنمهد بتعريف موجز جدا بالتراث المعجمي العربي الإسلامي.

تمهيد عن الصنعة المعجمية العربية:

تمتاز الحضارة العربية الإسلامية بمنتوجها الكبير من المعاجم التي تنوعت أشكالها، وطرق تصنيفها، وترتيبها، وتعريف معاني الكلمات فيها، حيث ظهر أول معجم منسوب للخليل بن أحمد الفراهيدي ت (175هـ) وهو العين ويعتبر هذا المعجم جزءا من تراث المعجمية العامة، التي تهتم بالكلمات الحياتية بشكل عام، ولا تحتوي كلمات ميدان أو مجال محدد، وكان مع معجم العين وتلاه مجموعة من الرسائل اللغوية التي اهتمت بمواضيع وكلمات معينة مثل رسائل النبات والخيل، وكانت هذه الرسائل نواة لمعاجم الموضوعات التي عرفها تراثنا العربي في القرنن الرابع الهجري وكان من ضمنها الغريب المصنف ومخصص ابن سيده، وفي القرن الرابع الهجري انتهج علماء منهجا جديدا في التصنيف حيث التفتوا إلى جمع كلمات العلوم (مصطلحاتها)؛ وذلك بعد أن استقرت الحضارة وصار لها مخزون مصطلحي ومعرفي قابل للجمع، وكان رائد هذا التصنيف الخوارزمي الذي سمى معجمه مفاتيح العلوم حيث اعتبر المصطلحات مفاتيح للولوج في أي علم تريد أن تتقنه، وتلا الخوارزمي مجموعة من العلماء الذين صنفوا معاجم شبيهة بمعجمه مع تفاوت في المادة المحتواة وطريقة الجمع، والترتيب، والتعريف، وتمتاز هذه المعاجم بأنها لم تكن محتوية لمصطلحات علم واحد بل احتوت مصطلحات اكثر من علم عرف في عصر تصنيفها أو قبله، وسنتعرف في الأسطر القادمة على أشهر هؤلاء المصنفين

الخُوارزمي:

     الغريب أنّ معظم مصنِّفي المعاجم المدروسة لم يُدوَّن عن حياتهم الكثير، فأوّلهم الخُوارزمي لم توجد إلا بضعة سطور تعرِّف به فهو“مُحمَّد بنُ أحمد بن يُوسف الخُوارزمي الكاتب البلخي (أبو عبد الله) من أهل خراسان، عالمٌ له كتبٌ في علوم كثيرة، ومن أهم مصنَّفاته مفاتيح العلوم، أهداه للوزير العُتبي([1]) توفي سنة (380ه)، وقيل سنة (387ه)([2])، فلا نعرِف شيئًا عن إنتاجاته العلمية الأخرى، ولا عن ثقافته، ولا عن العلوم التي برز فيها، لكنّ مهنته هي التي سأقف عليها بإيجاز؛ لأنَّها تُبرز مكانته وأهمية معجمه. فقد امتهن مهنةً وصفها آدم متز([3])(ت 1917م) بقوله: “وهذه الطائفة من الكُتَّاب أكبرُ ما يميِّز الدولة الإسلامية عن أوربا في أوائل العصور الوسطى، حيثُ كان لا يتولّى العمل بالدواوين إلا أهلُ الثقافة الدينية”([4]) ومع أنَّه في موضعٍ آخر يعلِّل ركود العقلية الذهنية والإبداعية بتركيز الكُتَّاب على الثقافة الدينية دون غيرها([5])، إلا أنّ الخُوارزمي لم يكن -واستنادًا إلى هذا المعجم- خاملَ الذِّهن ولا بعيدًا عن الإبداع، بل إنَّ طبيعة وظيفته متَّعته بمعارف كثيرةٍ، فهو عرف على ما يبدو شيئًا عن كلِّ شيء، وهذا هو الشرط الذي لابدَّ من تحققه في من تصدى في تراثنا لوظيفة الكاتب، فقد ذكر ابن قتيبة([6]) (ت 276 ه) مؤهلاتِ الكاتب في مقدِّمة كتابه أدب الكاتب فقال: “ولا بُدَّ له – مع كتبنا هذه – من النَّظر في الأشكال لمِساحة الأرَضِينَ؛ حتى يعرفَ المُثلثَ القائمَ الزاوية، والمُثلث الحادَّ، والمثلث المنفرج، ومساقِطَ الأحجار والمربَّعات المختلفات والقِسِيّ والمدورات والعَمودَين ويمتحن معرفته بالعمل في الأرَضِينَ …  هذا منتهى القول فيما نختاره للكاتب فمن تَكَامَلَتْ له هذه الأدواتُ وأمدَّه الله بآداب النفس – من العَفَاف والحِلم والصَّبْر والتواضع للحق وسكُونِ الطائر وخَفْضِ الجَناَح – فهذا المتناهي في الفضل العالي في ذُرَا المجد الحاوي قَصَبَ السبق، الفَائِز بخير الدارين إن شاء الله تعالى “([7])

فشروط الكاتب توافرت عند الخوارزمي، لكن مع ذلك فاتنا الكثير من المعلومات المرتبطة بهذا الرجل ذي العقلية التنظيمية التي أبهرت المستشرقين قبل العرب، لاسيما أنَّه سار في تصنيف العلوم، وتوزيع حقولها وَفق طريقةٍ نابعةٍ من البيئة الإسلامية، ومتفقةٍ مع علومها. هذا من جانب التنظيم، أما قدرتُه العلمية فقدَّمها معجمه خير تقديم؛ إذ إنَّه كان يصحِّح ويناقش، ويكفيه أنَّه انفرد بتعريف لمصطلحات لم يحوها سوى معجمه منذ ظهوره وحتى الآن.

هذا بالنسبة لسيرة المؤلف، أما فيما يتعلق بكتابه فإنَّ النشرة التي اشتُهرت له هي التي حقّقها المسشترق الهولندي فان فلوتن الذي أصدره سنة 1898م، وطُبع في القاهرة سنة 1342للهجرة، ثمَّ قامت هيئة الذَّخائر في القاهرة بإعادة طباعته، مزوّدًا بمقدمةٍ مطوّلة للدكتور محمد حسن عبد العزيز، دون إضافةٍ على متن الكتاب، وقد اعتمدتُ على هذه النسخة في دراستي.

 الشريف الجرجاني:

هو عَليُّ بن محمَّد بن عَليّ الحَنَفيّ الشريف الجُرجانِيّ، الحُسيني، الحَنفي، ويُعرَف بالسَّيد الشريف (أبي الحسن). عالمٌ، حكيمٌ، مشاركٌ في أنواع من العلوم. وُلد بجُرجان سنة 740 للهجرة، وتُوفي بشيراز سنة  816 للهجرة. حدَّث بدمشق عن أبي الفتح ابن البطيّ([8]) (ت 564 هـ)، وكان كثير الأسفار للتّجارة؛ دخل الصّين وغيرها.

وصفه العَيني([9]) ( ت 855 هـ) بقوله: عالم بلاد الشرق؛ كانَ علَّامَة دهره، وكانَت بَينه وبَين الشَّيخ سعد الدّين([10])( ت 793 هــ) مباحثاتٌ ومحاورات في مجْلِس تيمورلنك؛ وَله تصانيف مفيدة. ويُقال: إن مصنفاته زادَت على خمسين مصنفًّا.

منها:

  • التعريفات.
  • شرح المواقف للعضد.
  • شرح التَّجريد للنصير الطوسي.
  • شرح القسم الثَّالِث من المِفتاح.
  • حاشية على شرح التنقيح للتفتازاني في الأصول.
  • رسالة في تحقيق معنى الحرف.
  • حاشيةٌ على تفسير البيضاوي.
  • حاشيةٌ على شرح وقاية الرِّواية في مسائل الهداية في فروع الفقه الحنفي([11]).

وقد حظي كتابه التعريفات باهتمامٍ كبيرٍ من العلماء المتقدمين والمتأخرين، فطبع عدة مرات في إستانبول سنة 1837م، وفي القاهرة وفي سانت بطرسبرغ سنة 1897. وحقَّقه في زمننا المعاصر عدة محققين، وقد اعتمدتُ على النسخة التي حقَّقها الدكتور عبد الرحمن عُميرة التي ظهرت سنة 1987م.

شمس الدين السيوطي:

اعترض محقق معجم مقاليد العلوم على نسبته إلى الإمام جلال الدين السيوطي([12]) (ت 911 هـ) مستندًا إلى ورود اسم المصنَّف لأجله المعجم، وهو أبو الفوارس شاه شجاع بن المظفر اليزدي سلطان بلاد فارس (تـــــ 787 هــ) الذي ترجم له صاحب البدر الطالع فقال: “شاه شجاع بن محمد بن مظفر ملك شيراز وعراق العجم استقرَّ في الملك بعد أن سجن أباه وقرَّر أخاه شاه محمود في بلاد أصفهان وقُم وقاشان، وكان لصاحب الترجمة اشتغالٌ بالعلم واشتهارٌ بقوة الفهم ومحبةِ العلماء، وكان ينظِم الشعر ويحب الأدباء، ويجيز على المدايح… ومات في سنة 787 سبع وثمانين وسبعمائة قبل مجيء تيمور إلى عراق العجم”([13]). وقال عنه صاحب المنهل الصافي: “شاه شجاع بن محمد بن المظفر اليزدي، سلطان بلاد فارس.كان قد ملك في حياة والده شيراز وكرمان، ثم اجتمع هو وأخوه محمود صاحب أصبهان على خلع أبيهما، فخلعاه وسَملاه في سنة ستين وسبعمائة، ثم انتزع محمود من شاه شجاع شيراز، فلحق شاه شجاع بكرمان، ثم رجع إلى شيراز، بعد أمور يطول شرحها، وخرج عنها محمود منهزماً. ثم توفي محمود بعد مدة فملك شاه شجاع المذكور أصبهان واطمأن واستفحل أمره، ثم ملك شاه شجاع أصبهان لابنه زين العابدين، واستمر على ذلك حتى توفي شاه شجاع في سنة سبع وثمانين وسبعمئة “([14]).

فلا يمكن أن يكون جلال الدين السيوطي قد صنَّف هذا المعجم؛ لأنَّ ولادته كانت سنة 849ه، أي بعد وفاة الذي صُنِّف له المعجم([15]) .

إنَّ حجة المحقِّق منطقيةٌ، ويمكن الجزم بها لكن من هو السيوطي الذي صنّف هذا المعجم؟ فهل هو محمد بن أحمد بن علي بن عبد الخالق، شمس الدين السيوطي ثم القاهري الشافعي المنهاجي: فاضلٌ مصريٌّ، ولد وتعلم بأسيوط، وجاور بمكة مدة، واستقر في القاهرة وتوفي سنة 906 للهجرة([16]) .

له كتبٌ، منها:

  • إتحاف الإخصا بفضائل المسجد الأقصى .
  • فضائل الشام.
  • تحفة الظرفاء .

أم أنّه: محمد بن الحسن الشيخ شمس الدين السيوطي( ت 808 هــ) الذي قال عنه ابن حجر([17]) ( ت 852 هــ) في كتابه إنباء الغُمر بأنباء العُمر: “محمد بن الحسن الأسيوطي شمس الدين، كان عالماً بالعربية، ماهراً فيها، حسن التعليم لها ، انتفع به جماعة”([18])، وذكره جلال الدين السيوطي، في بغية الوعاة، ناقلاً كلام ابن حَجَر السابق، مضيفًا إليه عبارة: “عارفًا بعدة فنون”([19]).

   ويبدو أنّ الذي يمكن أن يصنِّف هذا المعجم هو الرجل الثاني، لمعاصرته لشاه شجاع، ولنصِّ المترجمين له الذي بيّن أنه كان عالماً بفنونٍ عديدةٍ، الأمر الذي لم يُنصَّ عليه عند سابقه؛ لهذا فإنَّني أذهب مذهب الدكتور عبادة في نسبة المعجم إلى محمد بن الحسن السيوطي، ولم أقف في حدود ما اطلعتُ عليه على كتب لهذا المؤلف، وإنَّما اكتفى من عرَّف له بالقول عنه: إنَّه كان ذا معرفةٍ بفنونٍ عديدةٍ فتبقى المعلومات عنه شحيحةً لا تفصيل فيها.

واستندتُ في دراستي إلى النسخة التي حققها الدكتور محمد إبراهيم عبادة لمقاليد العلوم، وهو التحقيق الوحيد لهذا المعجم حتى أيامنا، وقد صدرت هذه النسخة المحققة سنة 2004م.

المُنَاوي

محمد عبد الرؤوف بن تاج العارفين بن علي بن زين العابدين الحدَّادي ثمَّ المـُناوي القاهري، زَين الدِّين وُلد في القاهرة سنة 952 للهجرة، وتوفي فيها سنة 1031للهجرة. من كبار العلماء بالدِّين والفنون، نشأ في حِجر والده الشيخ تاج العارفين، وأخذ عنه علوم العربية. انزوى للبحث والتصنيف، وكان قليل الطعام كثير السهر، فمرض وضعفت أطرافه، فجعل ولده تاج الدِّين محمد يستملي منه تآليفه. له نحو ثمانين مصنَّفًا، منها:

  • شرح الجامع الصغير.
  • إعلام الأعلام بأصول فني المنطق والكلام.
  • الجامع الأزهر من حديث النبي الأنور.
  • كتاب في الألغاز والحِيَل سمَّاه: بلوغ الأمل في الألغاز والحيل.
  • كتاب في الفرائض سمَّاه: النبذة السنية في علم المواريث الفرضية.
  • كتاب في أسماء الحيوان سمَّاه: قرة عين الإنسان بذكر أسماء الحيوان.
  • رسالة في الطب سمَّاها: بُلغة المحتاج في أصول الطب والعلاج.
  • التوقيف على مهمات التعاريف ([20]).

جمع المؤلف في التوقيف على مهمات التعاريف ما يقارب من ثلاثة آلاف لفظٍ واشتُهر باسم (التَّعاريف) وتعاريف (المناوي) ([21]).

وقد استندتُ في دراستي إلى النُّسخَتين المحققتين المتفقتين في سنة الظهور وهما: النسخة التي حقَّقها الدكتور رضوان الدَّاية سنة 1990م، والنسخة التي حقَّقها الدكتور عبد الحميد صالح حمدان سنة 1990م.

التَّهانَوي:

هو محمَّدُ بنُ عليّ بن محمد صابر الفاروقي الحَنفي التهانوي. أما الفاروقي فنسبة إلى الفاروق عمر بن الخطَّاب،رضي الله عنه، والحنفي نسبةً  إلى مذهب أبي حنيفة الذي كان سائدًا ولم يزل في بلاد الهند وما جاورها، وأمّا التَّهانوي نسبةً لبلدةٍ صغيرةٍ تُدعى (تهانه بهون) من أعمال مظفرنكر بالهند، ومن ضواحي دلهي.

من أهل القرن الثاني عشر وقد صنَّف معجمه في سنة (1158 هـ ) في عصر دنت فيه إمبراطورية المغول من الأُفول، وبين في مقدمة الكشاف أنه نشأ في أسرة علمية، فقد درس العلوم الشرعية على والده. وكانت الحركة العلمية في الهند في ذلك الوقت الذي وُجد فيه التهانوي عميقة الجذور، حيث انتشرتِ المعاهد العلمية وتأسست المدارس، ولاسيما ما أنشأه السلطان محمود في غزنة. ففي هذا الجو عاش التهانوي، فنهل من ينابيع العلم والمعرفة.وترك لنا التهانوي عددًا من المؤلفات منها:

  • أحكام الأراضي.
  • سبق الغايات في نسق الآيات.

–  كشاف اصطلاحات الفنون([22]).

طُبع معجم الكشاف في الهند سنة 1862م بتصحيح المولوي محمد وجيه، والمولوي عبد الحق والمولوي غلام قادر، وأمَّا الطبعة الثانية فكانت بالآستانة سنة 1317 هـ، وانتهت هذه الطبعة إلى فصل الياء باب الصاد، وكانت الطبعة الثالثة بتحقيق لطفي عبد البديع وعبد المنعم محمد حسنين، وراجعه أمين الخولي، وصدرت سنة 1963م، ثم صدرت الطبعة الرابعة بإشراف الدكتور رفيق العجم وتحقيق عدد من الباحثين سنة 1997م.وقد اعتمدتُ على طبعتين في عملي هما: الطبعة الهندية، والطبعة التي صدرت بإشراف الدكتور رفيق العجم.

الأحمدنـﮕـري:

الشيخ الفاضل القاضي عبدُ النَّبي بن عبد الرَّسول بن أبي محمد بن عبد الوارث العثماني ،نسبةً إلى عثمان بن عفّان رضي الله عنه، الأحمد نكري أحد العلماء المشهورين، ولد ونشأ بأحمدنكر إحدى المدن الهندية، وقرأ المختصرات على أبيه، وبعد وفاته على عبد الله الأحمد نكري وسيد بَخْش الحسيني الكرماني الخير آبادي، ثمَّ سافر إلى كجرات، وقرأ الحاشية القديمة وغيرها من الكتب الدرسية على الشيخ قطب الدِّين العُثماني الكجراتي، وأكثرها على الشيخ محمد محسن بن عبد الرحمن الصِّديقي الكَجَراتي ولازمه مدَّةً حتى صار أبدعَ أبناء العصر في النحو والمنطق ووُلي القضاء بأحمدنكر وكان يدرِّس ويُفيد، أخذ عنه خلقٌ كثيرٌ. ومن مصنَّفاته:

– جامع الغُموض ومنبعُ الفُيوض -شرحٌ بسيطٌ على كافية ابن الحاجب .

– دستور العلماء أو جامع العلوم في اصطلاحات العلوم والفنون.

– حاشية دستور المبتدي في الصرف.

– حاشيةٌ على خُلاصة الحساب للعاملي.

– حاشيةٌ على أصول الحسامي.

– حاشيةٌ على المطوَّل.

– حاشيةٌ على شرح العقائد للتفتازاني.

– حاشيةٌ على حاشيةِ الخيالي على شرح العقائد.

– حاشيةٌ على الرَّشيدية شرح الشريفية في آداب البحث.

–  الأُنموذج المسمَّى بالتحقيقات.

ولم يُعثر على سنة وفاته، وقد تمَّ تأليف كتابه دستور العلماء في سنة 1183 هـ([23]).

وطُبع أوَّل مرةٍ في الهند في مطبعة دائرة المعارف النِّظامية بحيدرآباد، بتهذيبِ وتصحيح قطب الدين محمود بن غياث الدين علي الحيدرآبادي، في أربعة أجزاءٍ ظهر الأوّلُ والثاني والثالث منها عام 1329هـ والرابع سنة 1331ه([24]).

وفي عام 1997، أشرف الدكتور رفيق العجم على طبعةٍ صدرت في لبنان حققها د. علي دحروج، ونقل النص الفارسي الدكتور عبد الله الخالدي، وترجمها إلى اللغتين الإنكليزية والفرنسية الدكتور محمد العجم، وقد استندتُ إلى هذه النسخة المحقَّقة، التي روعي فيها الترتيب الألفبائي القائم على عدم تجريد الكلمة من حروف الزِّيادة، كما اعتمدتُ على النسخة الهندية التي لم تتغير فيها طريقة ترتيب المصطلحات التي اعتمدها الأحمدنـﮕـري.

ـــــــــــــــــــــــــــــــ

 ([1]) عبيدالله بن أحمد العتبي، أبو الحسين: وزير الرضي الساماني نوح بن منصور في بخارى. نسبته إلى عُتبة بن غزوان. كان حسَنَ التَّدبير موفقًا في معالجة الأمور، مدحه بعض شعراء عصره. الزركلي، الأعلام، ج4/ ص191.

 ([2]) تُنظر ترجمته في: حاجي خليفة، كشف الظنون، ج2/1756، والبغدادي، هدية العارفين، ج2/ ص51، والزركلي، الأعلام ج5/312،  والخوارزمي، مفاتيح العلوم، مقدمة المحقق، ص ز.

 ([3]) مستشرق سويسري ألماني عمل أستاذًا للغات الشرقية في جامعة بازل بسويسرا. تُنظر ترجمته في: الزركلي، الأعلام، ج1/ ص 282، وآدم متز، تاريخ الحضارة الإسلامية، مقدمة المترجم،  ج1/ص15.

([4]) السابق، ج1/ص 160.

([5]) يُنظر: السابق، ج1/160-161.

 ([6]) عبد الله بن مسلم بن قتيبة الدينوري، أبو محمد: من أئمة الادب، ومن المصنفين المكثرين. ولد ببغداد سنة 213للهجرة وسكن الكوفة، ثم ولِّي قضاء الدينور مدة، فنسب إليها. وتوفي ببغداد. من كتبه: ” تأويل مختلف= ==الحديث” و ” أدب الكاتب ” و ” المعارف “،  و” عيون الأخبار ” و” الشّعر والشُّعراء”، و” الإمامة والسياسة” وللعلماء نظر في نسبته إليه، و “مُشكِل القرآن”، و ” تفسير غريب القرآن”…إلخ. الزركلي، الأعلام، ج4/ ص137.

([7])  ابن قتيبة، أدب الكاتب،  ص12-20 .

 ([8]) ابن البَطِّي الشيخ الجليل العالم الصدوق، مُسنِد العراق، أبو الفتح، محمد بن عبد الباقي بن أحمد بن سلمان، البغدادي الحاجب ابن البَطَّي. ولد سنة 477للهجرة. اعتنى به والده من الصغر، وتوفي سنة 564 للهجرة. الذهبي، سير أعلام النبلاء، ج20/ ص481-484.

 ([9]) محمود بن أحمد بن موسى بن أحمد، أبو محمد، بدر الدِّين العَينيُّ الحنفيُّ: مؤرخٌ، علامةٌ، من كبار المحدثين. أصلُه من حلب ومولده سنة 762 للهجرة في عينتاب (وإليها نسبته) أقام مدةً في حلب ومصر ودمشق والقدس. ووُلِّي في القاهرة الحسبة وقضاء الحنفية ونظر السجون،  ثم صرف عن وظائفه، وعكف على التدريس والتصنيف إلى أن تُوفي بالقاهرة. من كتبه: (عُمدة القاري في شرح البخاري). الزركلي، الأعلام، ج7/ ص163.

 ([10]) مسعود بن عمر بن عبد الله التفتازانيُّ، سعد الدين: من أئمة العربية والبيان والمنطق. ولد سنة 712 للهجرة بتَفتازان (من بلاد خراسان) وأقام بسرخس، وأبعده تيمورلنك إلى سمرقند، فتوفي فيها، ودفن في سرخس. كانت في لسانه لُكنة. من كتبه: (تهذيب المنطق ) و (المطوَّل) في البلاغة، …إلخ. الزركلي،  الأعلام، ج7/ ص 219.

([11]) تُنظر ترجمته في: السيوطي، بغية الوعاة 2/196-197، والذهبي، تاريخ الإسلام، ج43/ص 156، وحاجي خليفة، كشف الظنون، ج1/ ص 422، والبغدادي، هدية العارفين، ج1/ ص827، ، والزركلي، الأعلام، ج5/ ص7، وعمر رضا كحالة، معجم المؤلفين، ج2/ 515.

 ([12]) عبد الرحمن بن أبي بكر بن محمد بن سابق الدين الخضيري السيوطي، جلال الدين: إمام حافظ مؤرخ أديب.. نشأ في القاهرة يتيمًا (مات والده وعمره خمس سنوات) ولما بلغ أربعين سنة اعتزل الناس، وخلا بنفسه في روضة المقياس، على النيل، منزويًا عن أصحابه جميعا، كأنَّه لا يعرف أحدًا منهم، فألَّف أكثر كتبه. وكان الأغنياء والأمراء يزورونه ويعرِضون عليه الأموال والهدايا فيردها، وبقِي على ذلك إلى أن تُوفي قيل: إنَّ له نحو 600 مصنف منها (الإتقان في علوم القرآن)، و(الأشباه والنظائر)، و(الألفية في مصطلح الحديث)،  و (بغية الوعاة، في طبقات اللغويين والنحاة ) و (تدريب الراوي ) في شرح تقريب النواوي، و(الجامع الصغير) في الحديث، و (حسن المحاضرة في أخبار مصر والقاهرة )، و(اللآلي المصنوعة في الأحاديث الموضوعة)، و(المزهِر)…تُنظر ترجمته في: الزركلي، الأعلام، ج3/ ص301-302.

 ([13]) الشَّوكاني، البدر الطالع بمحاسن من بعد القرن السابع، ج1/ ص191.

 ([14]) يوسف بن تغري بردي الأتابكي، المنهل الصافي، ج6/ ص204-205.

([15]) يُنظر: السيوطي، مقاليد العلوم، مقدمة المحقق، ص 11.

([16]) للتوسع انظر: الزركلي، الأعلام، ج5/ ص 334.

 ([17]) أحمد بن علي بن محمد الكِناني العَسقلاني، أبو الفضل، شهاب الدين، ابن حجر: من أئمة العلم والتاريخ. أصله من عسقلان (بفلسطين) ومولده سنة 773 للهجرة بالقاهرة. ولع بالأدب والشعر، ثمَّ أقبل على الحديث، ورحل إلى اليمن والحجاز وغيرهما لسماع الشيوخ، وعلت له شهرة فقصده الناس للأخذ عنه وأصبح حافظ الإسلام في عصره، قال السخاوي: انتشرت مصنفاته في حياته وتهادتها الملوك وكتبها الأكابر وكان فصيحَ اللسان، راويةً للشعر، عارفًا بأيام المتقدمين وأخبار المتأخرين، … أمَّا تصانيفه فكثيرةٌ جليلة، منها: الدُّرر الكامنة في أعيان المئة الثامنة، ولسان الميزان، والإحكام لبيان ما في القرآن من الأحكام  …الزركلي، الأعلام، ج1/ص  178.

 ([18]) ابن حجر، إنباء الغُمر بأنباء العمر، ج2/ ص345.

([19]) السيوطي، بغية الوعاة ج1/ ص 91.

([20])  أفدتُ في تسجيل هذه المؤلفات من القائمة التي وضعها الدكتور عبد الحميد صالح حمدان ص 7- 13.

([21]) تُنظر ترجمته في: حاجي خليفة، كشف الظنون، ج1/ ص7، والبغدادي، هدية العارفين، ج1/ ص510، والشوكاني، البدر الطالع في محاسن من بعد القرن السابع، ج1/ ص 341، والزركلي، الأعلام ج6/ ص 204، وعمر رضا كحالة، معجم المؤلفين، ج2/ص143، ج3/ ص410.

([22])  البغدادي، إيضاح المكنون، ج2/ ص 353، وهدية العارفين، ج2/ ص 326، وإدوارد فنديك، اكتفاء القنوع بما هو مطبوع، ص 328، والزركلي، الأعلام، ج6/ ص295، وعمر رضا كحّالة، ج3/ ص537، والتهانوي، كشاف اصطلاحات الفنون، مقدمة د. رفيق العجم، ج1/ 28-30.

([23]) تُنظر ترجمته في : الأحمدنكري، دستور العلماء، ص 3، وفي تعريفه بمدينة أحمد نــﮕـــر، ص 37، وص39، وص 41، وص 44، وص 52، وص53، ومقدمة د. رفيق العجم، ص4-6.

 ([24]) يُنظر: الأحمدنكري، دستور العلماء، مقدمة د. رفيق العجم، ص 5.

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك (الكوكيز). بمواصلة تصفحك للموقع سنفترض أنك موافق سياسة الخصوصية الخاصة بالموقع. موافق قراءة المزيد