سنعرض عليكم في هذا المقال الموجز كلمات مؤنثة قد يصعب معرفتها على بعض متعلمي العربية لأنها بدون علامات تدل على تأنيثها، ولهذا أفردت كتب كثيرة للمذكر والمؤنث في تراثنا العربي، وهذه الكتب حاولت أن تدل العربي والراغب في تعلم العربية إلى كيفية استعمال الكلمات وأي الضمائر تناسبها الضمائر المذكرة أو المؤنثة، وكذلك ما هي أسماء الإشارة التي تتوافق معها، وسنستعرض عليكم اليوم نوعا من الكلمات يجوز فيها التذكير والتأنيث مستعينين بكتاب البلغة في الفرق بين المذكر والمؤنث للأنباري تحقيق الدكتور رمضان عبد التواب.
وسنبدأ بتعريق المذكر والمؤنث في اللغة العربية:
أوّلًا: ما هو المذكر والمؤنث في العربية؟
- المذكر:
-
المؤنث:
المؤنث هو الذي يشير إلى الإناث اللاتي يلدن بالنسبة للعقلاء، ويقسم قسمين:
- مؤنث حقيقي: التي تلد وتحيض.
- مؤنث لفظي: هو المذكر الذي يكون لفظه مؤنّثا، مثل: سارية.
- مؤنث مجازي: لا يلد ولا يبيض، مثل: الشمس، الأرض.
الإشكال يكون في غير الحيوان، أي في أسماء الجمادات المحيطة بالإنسان والحيوان، حيث تختلف اللغات في تذكيرها وتأنيثها فما هو مذكر في إحدى اللغات قد يكون مؤنّثا في لغة أخرى، حتى في اللغة نفسها قد يحدث الاختلاف فتراهم يقولون مستشفى مذكر، و منهم من يراها مؤنّثة، وقد ذهب الدكتور رمضان عبد التوّاب إلى أنّها مذكّرة وليست مؤنّثة.
وقل مثل ذلك: في طريق التي يصح فيها التذكير والتأنيث، فيمكنك أن تقول هذا الطريق، وهذه الطريق.
وهذا الخلاف ضارب في القدم ويرجع إلى خلافات في استعمالات القبائل العربية للكلمات حيث نقل اللغويون أن قبائل تهامة كانت تستعمل الكلمات الآتية:
العضد، والعجر على أنهما مؤنثتان.
في حين كانت قبيلة تميم تُذكّرهما.
ولحل هذا الإشكال وضع حدّد علماء اللغة مجموعة من العلامات التي ميزوا فيها المؤنث عن المذكر، ونذكر لكم الآن علامات التأنيث:
علامات التأنيث:
1- تاء التأنيث:
رأى اللغويون أن هذه التاء علامة تأنيث مميزة للمؤنث وتتحول هاء عند الوقف.
مثل: نخلة، تمرة.
2- الألف الممدودة:
توجد في فعلاء مؤنث أفعل، مثاله: حمراء على وزن فعلاء، وهي مؤنث أحمر المذكر الذي على وزن أفعل.
عرجاء مؤنث أعرج،
3- الألف المقصورة:
وتكون في الوزن فُعلى مؤنث أفعل، مثال: كُبرى على وزن فٌعلى وهي مؤنث أكبر على وزن أفعل.
ثانيًا- كلمات مؤنثة خالية من علامات التأنيث:
الأرض، قال تعالى: { وَالأرْضِ وَمَا طَحَاهَا} فنجد أنه سبحانه وتعالى جعل الفعل مضموما إليه الضمر (ها) وهو يستعمل للمؤنث.
السماء: قال تعالى: {وَالسَّمَاءِ وَمَا بَنَاهَا}، مثل الكلمة السابقة نجد أن الله تعالى استعملها مؤنّثة ودل على ذلك الضمير (ها) في الفعل (بنى).
الشمس: قال تعالى: {وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَّهَا ۚ}. الفعل تجري بدأ بتاء التأنيث.
النفس: قال تعالى: {أَن تَقُولَ نَفْسٌ ياحسرتا على مَا فَرَّطَتُ فِي جَنبِ الله}.
(تقول) فعل يستعمل مع المؤنث.
الأُذُن: قال تعالى: {لِنَجْعَلَهَا لَكُمْ تَذْكِرَةً وَتَعِيَهَآ أُذُنٌ وَٰعِيَةٌ}، دل على تأنيثها الفعل تعيها.
الساق: قال تعالى {وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ} دل على تانيها الفعل (التفّت.
القدم: قال تعالى: {وَلَا تَتَّخِذُوٓاْ أَيْمَٰنَكُمْ دَخَلًۢا بَيْنَكُمْ فَتَزِلَّ قَدَمٌۢ بَعْدَ ثُبُوتِهَا} دل على تأنيث كلمة القدم الفعل تَزِل.
العصا: قال تعالى: {قَالَ هِىَ عَصَاىَ أَتَوَكَّؤُاْ عَلَيْهَا وَأَهُشُّ بِهَا عَلَىٰ غَنَمِى وَلِىَ فِيهَا مَـَٔارِبُ أُخْرَىٰ}.
دل على أنها مؤنثة: الضمير (هي) الضمير (ها) عليها الضمير (ها) بها الضمير (ها) فيها.
ثالثًا- كلمات مؤنثة ومذكرة:
اللسان: العضو الذي في الفم مذكر، واللسان الذي يدل على اللغة مؤنّث.
القليب: أي البئة تذكر وتؤنّث.
الذَّنوب: الدلو الذي يملأ بالماء من البئر، هذه الكلمة أي الذَّنوب تُذّكَّر وتؤنَّث.
الطّريق: يُذكر ويؤنّث.
الصّاع: يذكّر ويؤنّث.
السِّلاح: يُذكّر ويؤنّث.
السكين: يذكر، ويؤنّث.
السوق: يُذكّر، ويؤنّث.
رابعًا- صفات مؤنثة بدون علامة تأنيث.
يوجد عدد من الكلمات تكون مخصوصة بالمرأة ولذلك فهي مؤنثة دون الحاجة إلى علامة تأنيث تدل على تأنيثها، من ذلك مثلا:
امرأة حائض: فالحيض خاصٌّ بالمرأة ولذلك لا يحتاج إلى علامة تأنيث تدلنا على أن هذه الكلمة كلمة مؤنّثة.
حامل: هذه الكلمة أيضا خاصة بالمرأة فالرجل لا يحمل وإنما هذه صفة خاصة بالمرأة.
طالق: المرأة هي التي تُطلّق في الإسلام؛ ولذلك لم تحتج هذه لكلمة إلى علامة تأنيث للدلالة عليها.
طامث: أيضا هذه من خصائص المرأة، فهي مؤنثة دون الحاجة إلى علامة تأنيث.
مُرْضِع: المرأة هي التي تُرضع؛ ولذلك فكلمة مرضع مؤنثة دون الحاجة إلى علامة تأنيث.
فيديو يشرح فيه الدرس