اليوم سنكون مع نصّ أدبيٍّ فكريٍّ عن العقل واللسان من كتاب رسائل الجاحظ الذي بين في نصه وظيفة كلٍّ من العقل واللسان بكلام موجز بليغ جمع فيه بلاغة العبارة مع عمق المعنى وزوّدنا بمفردات من المفيد معرفة معانيها. سنعرض عليكم النص ونشرح معاني عدد من مفرداته وعباراته، وقد جعلناه قسمين: الأول حديثه عن العقل، والثاني: حديثه عن اللسان والقلب.
النص:
1- العقل:
- “وإنما سُمِّي العقل عقلاً وحجراً، قال تعالى – ” هل في ذلك قسمٌ لذي حجر ” لأنه يزم اللسان ويخطمه، ويشكله ويربثه، ويقيد الفضل ويعقله عن أن يمضي فُرطاً في سبيل الجهل والخطأ والمضرة، كما يُعقل البعير، ويحجر على اليتيم.”
شرح المفردات والعبارات:
يزِّمُّ اللسان: من الزِّما: زَمَمْتُ النّاقة أَزُمُّها زَمّاً. والزِّمام: الخَيْط الذّي في أنفها، ونقول: زَمَّ شَفَتَيْهِ دَهْشَةً : عَضَّ عَلَيْها
يخطمه: من الخِطام يقال: خطَم الدَّابَّةَ : جعل على أنفها الخِطام، والخِطام: ما وضع على مقدمة أنف الجمل ليُقاد به.
يربِثًه: من الفعل ربث بمعنى حبس، وهو لا يستعمل الآن في الاستعمال اليومي العام
ويعقله عن أن يمضي فُرطاً في سبيل الجهل: (فَرَطَ) فِي الْأَمْرِ قَصَّرَ فِيهِ وَضَيَّعَهُ حَتَّى فَاتَ وَ (أَفْرَطَ) فِي الْأَمْرِ جَاوَزَ فِيهِ الْحَدَّ وَالِاسْمُ مِنْهُ (الْفَرْطُ) بِالتَّسْكِينِ يُقَالُ: إِيَّاكَ وَالْفَرْطَ فِي الْأَمْرِ. أي أن يمضي إلى هلاكه دون حذر فالعقل يمنعه من هذا الإفراط في الغي والجهل. سمِّي عقلُ الْإِنْسَان وَهُوَ تَمْيِيزه الَّذِي بِهِ فَارق جميعَ الْحَيَوَان عقلا لأنّه يعقله، أَي يمنعهُ من التورُّط فِي الهَلَكة
يُعقل البعير: يربط البعير ويمنع من الهرب.
يحجر على اليتيم: حجَر عليه الأمرَ : منعه منه
يُفرض الحجر عادةً عندما يكون اليتيم قاصرًا ولا يستطيع إدارة شؤونه بنفسه. يهدف الحجر إلى الحفاظ على حقوق اليتيم وضمان أن يتم استخدام أمواله بما يعود عليه بالنفع.
2- اللسان، والقلب
- “وإنما اللسان ترجمان القلب، والقلب خزانة مستحفظة للخواطر والأسرار، وكل ما يعيه من ذلك عن الحواس من خير وشر، وما تولده الشهوات والأهواء، وتنتجه الحكمة والعلم.”
شرح المفردات والعبارات:
ترجمان القلب: قد ترجم كلامه، إذا فسَّره بلسان آخر. ومنه الترجمان وهنا بمعنى أن اللسان يفسر أفكار العقل والقلب التي تدور في النفس من خلال الكلمات التي تصدر منه أي الأصوات التي تشكل كلمات وجملا ونصوصا ويتحقق بها التواصل الإنساني
ترجمان: مَنْ يَنْقُلُ الكَلاَمَ مِنْ لُغَةٍ إِلَى لُغةٍ أُخْرَى
الترجمان المحلّف في زمننا: الترجمان المحلف هو مترجم يتمتع بصفة قانونية، حيث يتم تعيينه من قبل الجهات الرسمية مثل المحاكم أو المؤسسات الحكومية للقيام بترجمة الوثائق والشهادات بشكل رسمي
لماذا سمي محلّفا: لأنه يُطلب منه أن يؤدي قسمًا قانونيًا أو يمينًا قبل أن يتمكن من ممارسة عمله.
خزانة:تشير إلى مكان آمن يُخزن فيه شيء مهم.
مستحفظ للخواطر:
تعني أن القلب هو مكان يحفظ فيه الإنسان أفكاره وأسراره. بعبارة أخرى، القلب يشبه خزانة حيث تُخزّن المشاعر، الأفكار، والأسرار التي لا يريد الشخص أن يعرفها الآخرون
يعيه:من الفعل وعى أي أن القلب: يحَفِظه ويقبلَ ويفَهِم ما يسمع من كلام ويقصد بالقلب هنا: مركز المشاعر والأحاسيس والإدراك الداخلي للإنسان.
فيديو:
لمزيد من الفائدة ندعوكم إلى مشاهدة هذا الفيديو: