أهم مؤهلات معلم العربية للناطقين بغيرها

تشهد اللغة العربية تقدّما ملحوظا على مستوى العالم من ناحية المستعملين لها وأقصد بالعربية هنا العربية الفصيحة التي يفهمها معظم سكان الوطن العربي، ولكن انتشار هذه اللغة الفصيحة استعمالا ليس مقتصرا على أبناء الوطن العربي من العرب، وإنما تنتشر هذه اللغة في أصفاع العالم المختلفة سواء في الدول الإسلامية أو الغربية من غير المسلمين.

فالعربية اليوم هي في المرتبة الخامسة عالميا من ناحية الانتشار، وهذا الترتيب للعربية يعد ترتيبا متقدّمًا؛ لأنه يجعها الخامسة ضمن 7000 آلاف لغة مستعملة اليوم على كوكبنا.

وبعد انتشار العربية وطلبها من قبل عدد كبير من الناس فإنه صار لا بد من وجود مدرسين متمكنين ومسلحين بأدوات تؤهلهم لتعليم العربية للناطقين بغيرها، وفي هذا المقال سنعرض عليكم أهم هذه المؤهلات التي تعد مفاتيح لنجاح من يريد العمل في تعليم العربية للناطقين بغيرها.

1- ما معنى العربية للناطقين بغيرها:

هذا المصطلح العربي هو ترجمة للمصطلح الإنكليزي (arabic for non native speakers)  أن يتعلم شخص اللغة العربية وهي ليست لغته الأم، والمقصود باللغة الأم تلك اللغة التي يأخذها الطفل من حليب أمه ومن أبويه ومن محيطه الذي نشأ وترعرع فيه.

2- أهم مؤهّلات معلم العربية للناطقين بغيرها:

قبل البدء بتعداد هذه المؤهلات أود أن أقدم يتمهيد يتمحور حول السؤال الآتي:

هل ثمة فروق بين مؤهلات معلم العربية للناطقين بها، ومعلم العربية للناطقين بغيرها؟

الجواب بلا شك هناك فرق جوهري، وهو أن معلم العربية للناطقين بها لا تلزمه كثير من الأدوات التي على معلم العربية للناطقين بغيرها أن يتحلى بها، وعلى رأسها الشخصية المسرحية التي سنراها فيما يلي. كما أن معلم العربية للناطقين بها قد يجد سهولة في إيصال القاعدة وتطبيقها وهذا يختلف في حال كان يعلم لغير الناطقين بالعربية.

وإليكم الآن ما نراه من أهم مؤهلات معلم العربية للناطقين بغيرها:

– الثقافة العامة:

على مدرس العربية للناطقين بغيرها أن يكون ممتعا بثقافة مجتمعية عامة مرتبطة بثقافة المجتمع الذي ينتمي إليه طلاب العربية من غير أهلها، حتى يستطيع أن يوجد نقطة تلاق بينه وبينهم، وحتىيضع في يده أول مفتاح وهو تقبل الطالب له.

– الشخصية المسرحية:

لغة الجسد تلعب دورا أساسيًّا في شخصية معلم العربية للناطقين بغيره، فلا يمكن أن يكون هذا المعلم مجرد شخص لا يتحرك جالس على كرسيه أو واقفا أمام طلابه دون تفاعل جسدي مع الكلمات والجمل التي يعلمهم إياها، في تعليم العربية للناطقين بغيرها المعلم عليه أن يمثل معاني الكلمات بكل أعضائ جسده، حتى يصل المعنى للطلاب دون أن يترجمه لهم.

فالضحك له لغة جسد، والحزن له لغة جسد أخرى، وهكذا كلما كان المدرس مسرحيا يؤدي المعاني بحركات جسده وجد قبولا وحبا ورغبة من قبل الطلاب في تعلم العربية.

– عدم حصر الطلاب في القواعد:

لو عدنا بالذاكرة إلى أيام نعومة أزافرنا لتذكرنا أن أكثر درس كان معظم الطلاب يكرهونه من دروس العربية هو درس القواعد؛ لجمودها وقلة الحيوية فيها، وهذه أزمة تاريخية مع قواعد لغتنا وترجع إلى سبب رئيسي وهو فصل النحو عن روح اللغة.

مع طلاب العربية من غير العرب تصبح القواعد منفرة أكثر لهم لأنها تتعبم في حفظها، ولا يستطيعون استعمالها في حواراتهم اليومية.

فالمدرس المتمكن من أدواته يسعى إلى أن يدمج النحو ضمن النصوص بحيث يغدو النحو تطبيقيا استعماليا لا مجرد تنظير لا يؤدي إبى نتائج عملية وعلمية في حياة متعلم العربية من غيرالعرب.

فمثلا في جملة نمت أمس، يقول الأستاذ هذا الفعل ماض وعرفناه من كلمة أمس فلا يمكن أن يأتي مع أمس فعل مضارع هكذا يستقر معنى القاعدة في ذهن الطالب.

وتصبح القواعد غير منفصلة عن التطبيقات اليومية للغة.

– عدم السخرية من أخطاء الطلاب:

قد لا يدرك بعض المعلمين مدى الأثر النفسي الخطير الذي تتركه سخريته من طالب وقع في خطأ لغوي.

بل إن سخريته قد تؤدي إلى عجز في دماغه عن التفاعل مع العربية وكلماتها وجملها، وذلك بسبب موقف محرج  أوقعه فيه مدرس جاهل ضحك من خطئه وسخر من نطقه مثلا.

وهنا تأتي أهمية مهارة فن التواصل عند مدرس العربية فالشخص الممتع بهذه المهارة سيعرف حاجة الطالب وسيدرك خوفه فسيكون يد العون له في إزالة أي رعب أو خوف أو خجل يسيطر عليه عندما يريد أن يتكلم بالعربية.

حاولنا أن نستعرض في هذا المقال الموجز أهم مؤهلات معلم العربية للناطقين بغيرها، ونترككم مع هذا الفيديو لمزيد من الفائدة:

 

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك (الكوكيز). بمواصلة تصفحك للموقع سنفترض أنك موافق سياسة الخصوصية الخاصة بالموقع. موافق قراءة المزيد