أمثال العرب: شرح مثل: “مقتل الرجل بين فكيه”

سنشرح لكم في هذا المقال المقتضب مثلا من أمثال العرب، وهذا المثل روي على لسان أكثم بن صيفي التميمي، فقد قال أبو عبيد في شرح كتاب الأمثال: “من أمثالهم (العرب) في هذا مقالة أكثم بن صيفي التميمي “مقتل الرَّجُلِ بَيْنَ فكّيْهِ”

المعنى العام للمثل:

المعنى المراد من هذا المثل أن اللسان الذي يكون بين فكي الإنسان، قد تكون حركته بكلمات مؤذية للآخرين، سببا في قتله.

ولهذا ورد عن بعض حكماء العرب في وصيته لأحد الناس كي يحفظ لسانه، وكي يحرص على الكلمات التي يقولها فقال له: “إيّاك أن يضرِب لسانُكَ عُنُقَكَ”.

أي عليك أن تكون ضابطا للسانك وحريصا على الكلمات التي يقولها، فربما يكون الكلام الادر عن لسانك سببا في ضرب عنقك بالسيف.

سبب قول هذا المثل:

تروي كتب الأدب أن سبب ورود هذا المثل، يرجع إلى أن أكثم جمع أولاده وأراد أن يوصيهم وصية فجاء هذا المثل ضمن وصية طويلة، ورد فيها الكثير من الأمثال التي سنشرحها في مقالات قادمة -إن شاء الله-، حيث بدأ وصيته بقوله: “تبارّوا فإن البرَّ ينمى عليه العدد، وكفوا ألسنتكم فإن مقتل الرجل بين فكيه، إن قولي الحق لم يدع لي صديقاً، والصدق منجاة، ولا ينفع مما هو واقع التوقي، وفي طلب المعالي يكون الغني…”

معاني المفردات الواردة في المثل:

الفكين: مثنى مفرده الفك، والفكّ: هو العظم الذي تنبت في الأسنان بالفم، وهما اثنان علويٌّ، وسفلي. وكانت العرب تقول عنهما في كتب اللغة: اللّحيان.

معلومات عن صاحب المثل:

من هو أكثم بن صيفي التميمي:

‌‌‌أَكْثَمُ ‌بْنُ ‌صَيْفِيٍّ وَهُوَ ابْنُ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ مُنْقِذِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ أَصْرَمَ، مِنْ وَلَدِ كَعْبِ بْنِ عَمْرٍو هو أحد حكماء العرب في الجاهلية وقد أدرك الني عليه الصلاة والسلام، وكان يحثّ قومه على اتباعه، ولم يُسلم.

عرف عنه أنه حكيم العرب بلا منازع، حتى إن كثيرا من حِكمِه التي قيلت في الجاهلية قبل الإسلام تصلح لزماننا الذي نعيش فيه وما زال كثيرون يستدلون بحكمه على وقائع معاصرة.

ويروى أنه قد عمّر حتى وصل إلى 190 عاما.

 

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك (الكوكيز). بمواصلة تصفحك للموقع سنفترض أنك موافق سياسة الخصوصية الخاصة بالموقع. موافق قراءة المزيد