التغير الدلالي لكلمة (آية) من المعنى اللغوي إلى المعنى الاصطلاحي
سنرحل معكم في هذا المقال مع كلمة قرآنية نستعملها منذ نعومة أظافرنا، حيث سمعنا منذ الصغر كلمة آية من القرآن الكريم، ووجدنا أيضا بعد الكبر هذه الكلمة نستعملها للدلالة على على الجمال الفائق، فنقول: إنه آية في الجمال، أو إنها آية في الجمال فما هي معاني هذه الكلمة هذا ما سنتعرف عليه في هذا المقال:
-
معنى كلمة آية في معاجم اللغة:
عندما نتصفح معاجم اللغة فإننا نجد أن معنى هذه الكلمة لغويًّا هو العلامة ففي معجم العين المنسوب للخليل يقول: “الآية: العلامة”.واستعملت بمعنى العلامة في كتاب الجيم حيث يقول: “يعجبني من هذه الدَّاجنة أنها تخلط قطرا صغارا وأحيانا كبارا؛ وذلك آية كثرة المطر” ومعنى الداجنة المطرة العظيمة. فقوله: “وذلك آية كثرة المطر” فيها دلالة على أن هذا الحدث علامة على كثرة المطر.
وفي كتاب الشاء للأصمعي نرى الجملة الآتية: “قال أبو سعيد قلت لأعرابي ما آية حمل الشاة؟”
أي ما علامة حمل الشاة.
وجمع كلة آية آي و آيات
-
المعنى الاصطلاحي لكلمة آية:
بعد مجيء الإسلام ونزول القرآن الكريم أصبح مدلول كلمة آية ينتقل إلى مصطلح مرتبط بعلوم القرآن.
فالآية هي: طَائِفَةٌ مِنَ الْقُرْآنِ مُنْقَطِعَةٌ عَمَّا قَبْلَهَا وَمَا بَعْدَهَا لَيْسَ بَيْنَهَا شَبَهٌ بِمَا سِوَاهَا، وجاءت في كلمة واحدة في القرآن الكريم وذلك في قوله تعالى: “مُدْهَامَّتَانِ ﴿٦٤ الرحمن﴾”
-
المعاني التي حملتها كلمة آية في القرآن الكريم
في القرآن الكريم ترددت كلمة آية في أكثر من موضع وبحسب السياق القرآني الذي وردت فيه كان المعنى الذي تحمله، فمن المعاني التي حملتها:
العلامة: وردت كلمة آية بمعنى العلامة في القرآن الكريم وذلك في قوله تعالى: “وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِمَّا تَرَكَ آلُ مُوسَى وَآلُ هَارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلَائِكَةُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ”
المعجزة: جاءت كلمة آية حاملة معنى المعجزة في القرآن الكريم وذلك في قوله تعالى: “وَجَعَلْنَا ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ آيَةً” أي أن حمل مريم وولادة عيسى عليه السلام بدون أب معجزة على مر الأيام والأزمان.
العبرة: جاءت كلمة آية حاملة معنى العبرة وذلك في قوله تعالى: “فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً” فخروج جسد فرعون من البحر ما هو إلا عبرةٌ لمن سيأتي بعده، بأنّ الظلم والتكبر والتجبر نهايته مهما طال الزمن فلا محال آتية.