اليوم وضمن سلسلة تعليم العربية من الكتب سنكون مع مقطع اخترناه من حكم سجلها ابن المقع شملت هذه الحكم الحياة كلها وسنقف اليوم مع حكمة تتعلق بحالة نفسية قد يقع فيها كثير من الناس وتكون سببا في ضياع كل اللذات وإليكم هذه الحالة النفسية من خلال النص:
المقطع المختار من الكتاب:
يقول ابن المقفع: “تحرز من سكر السلطة وسكر المال وسكر العلم وسكر المنزلة وسكر الشباب، فإنه ليس من شيء إلا وهو ريح جنة (جنون) تسلب العقل وتذهب الوقار وتصرف القلب والسمع والبصر واللسان عن المنافع”.
شرح الكلمات والعبارات:
تحرَّز: يتحرز متحرز اسم الفاعل ومتحرَّز اسم المفعول
أي تجنب وابتعد عن سكر السلطة..
سكر السلطة…: السكر هو الذي يذهب العقل بسبب الخمر وكل المُسكرات.
وهذا تعبير اصطلاحي إيديوم يفيد أن السلطة والنفوذ قد يؤديان بالشخص إلى غياب عقله فيتصرف دون وعي كالسكران الذي شرب خمرا فيتصرف تصرفات الذي لا يملك عقلا.
ريح جِنة: كأنها لمحة من الجنون فهنا يقصد بالريح أنها حركة من الجنون أي فكرة تتحرك وهي نوع من الجنون.
تسلب: هنا بمعنى تأخذ العقل من فتنتها أي السلطة والمال والشباب قد قفتنان العقل فتأخذه بعيدا ويغيب ويصبح الإنسان متصرفا وكأن عقله غائب.
ومعنى سلب الشيء أخذه قهرا أي كأنك عندما تخضع لوهم السلطة والمال والشباب فإنك تسلمهم عقلك ويأخذونه دون إذن منك بل لا يمكن ان يجتمع العقل مع من تسكره السلطة والمال.
الوقار: الهيبة والاحترام الذي يُحظى به الشخص بسبب سلوكه الحسن وخلقه الكريم.
التوقير يسْتَعْمل فِي معنى التَّعْظِيم
تصرف القلب: تبعد القلب وتصده وتمنعه من الوصول إلى…
يعني يصبح كمن يقول لا أسمع لا أرى لا أشم لا أتذوق..
المنافع: جمع المنفعة وتشمل كل ما يتفع به الإنسان من خير له سواء أكان ماديًّا أو معنويًّا.
يغيب بكليته بسبب سكره بالنفوذ والمال والقوة حتى إنه يصل إلى درجة لا يستفيد من المنافع الحقيقية ويبقى كالمجنون ويصحو بعد فوات الأوان.
ثالثًا- فيديو:
لمزيد من الفائدة ندعوكم إلى مشاهدة هذا الفيديو: