اليوم سنتعلم درسا من دروس قواعد اللغة العربية وهو مرتبط بأداة قد يجد بعض المستعملين للغة العربية من الطلاب وغيرهم صعوبة في تحديد حركة الاسم بعدها، هذه الأداة هي: (كم).
أوّلاً- تعريف الأداة (كم) في القواعد العربية:
تنقسم كم في قواعد العربية إلى قسمين:
-
كم الاستفهامية:
وهي التي يُستفهَمُ بها عن عددٍ غير معروف ويريد السائل أن يعرفه من خلال جواب المتكلم.
مثال: كم رجُلًا سافَرَ؟
الجواب: خمسة رجالز
-
كم الخَبَريّة:
تكون بمعنى كثير وتكون إخبارًا عن عدد كبير غير معروف الجنس والمقدار، وتستعمل غالبا في مقام الافتخار والتعظيم وفق ما قال ابن هشام في مغني اللبيب
مثالها: كم عالمٍ قابلت!
ثانيًا- الاسم بعد كم الاستفهامية:
يكون الاسم بعد كم الاستفهامية منصوبا ويعرب تمييزًا، وهنا يقول العلماء إن معناها يشبه معنى العدد الذي يأتي الاسم بعده تمييزا منصوبا، مثل أعشرون درهمًا لديك؟ نرى أن كم تشبهه كثيرا عندما نقول كم درهمًا لديك؟
ثالثًا- الاسم بعد كم الخبرية:
يكون الاسم مجرورًا بعد كم الخبرية، ويُعرّ مضاففًا إليه؛ وذلك بسبب من المقدّر كما قال بعض العلماء
وذهب علماء إلى القول إنّ الاسم بعدها يكون مجرورًا؛ لأنها مضافةٌ إلى الاسم بعدها.
مثالها: كم رجلٍ عندك!
فالأفصح والأصح أن يكون الاسم بعد كم الخبرية مفردًا، ولكن علماء كثر قد ذكروا أن الاسم بعدها قد يأتي مفردا أو جمعا،
فالمفرد مثاله:
كم سيارةٍ ملَكْت!
والجمع مثل قولنا:
كم سيارتٍ ملكت! فهنا يتّضح لدينا أن تقدير من بعد كم يكون مسشهلا هذا الاستعمال، كما لو أننا نقول كم مِن السيّارات ملكت!.
- إذا فُصل بين كم الخبرية واسمها بجملة، أو ظرف، وجار ومجرور، فيجب نصب الاسم في هذه الحالة، مثاله قول الشاعر:
كم نالني منهم فضلا على عدم … إذ لا أكاد من الإقتار أحتمل
تذكير:
إذا فُصل بين كم الخبرية ومميزها بحرف الجر (من) نوّن الاسم بعدها، ومثال ذلك: قوله تعالى: “وَكَمْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْناها”