تعليم العربية من المقالات | مقال علمي أدبي عن النوم واليقظة | فيديو

ضمن سلسلة تعليم العربية من النصوص اليوم سنكون مع مقال عن النوم جمع بين الروح الأدبية والمعلومة العلمية كتبها الدكتور أحمد زكي في مجلة الرسالة وسنختار قسمًا من هذا المقال سنقف عليه وسنحاول أن نشرح بعض الكلمات والتراكيب التي وردت فيه والتي تساعد في تعليم العربية وتنمية الأسلوب الادبي في الكتابة.

أولًا- النص:

النوم، ما أحلاه! أو هكذا يقول المجهود اللاغب قد استنفد النهار طوقه واستفرغ قواه.

النوم ما أعزه وأغلاه! أو هكذا يقول المريض تعذّر عليه القيام وسرى السقام في عظامه بصنوف الآلام. فلا هو بالصحيح الصاحي فتحمله كالناس رجلان، ولا بالغافل العافي فتغمض له عينان!. أمساؤه كأصباحه ونجوم ليله كشمس نهاره!.

النوم، ما أروحه! أو هكذا يقول المكروب أفعم الهّم صدره حتى كاد يصدّعه، وثار الفكر الملحّ برأسه حتى كاد يطير به، يطلب النوم فيتأبى عليه، والنوم كالسائمة الهائمة تشرد عن طالبها، فيحتال عليه بالفكر اقتناصاً، فيفكر ثم يفكر، ولكن في دائرة لا مبدأ لها ولا منتهى!.

النوم كالهواء والماء غلا حتى عز أن يكون له ثمن، منحة الله العظمى، وعطيته الكبرى، لا يستأثر بها غني ولا توصد الخزائن دونها عن فقير. وعَّمت فلم يختص بها الإنسان، فكان للخلائق أجمعين أنصبة منها، حتى النبات له من ذلك نصيب!.

ثانيًا – شرح الفقرات:

1- الفقرة الأولى:

النوم، ما أحلاه! أو هكذا يقول المجهود اللاغب قد استنفد النهار طوقه واستفرغ قواه.

• المجهود اللاغب:

اللاغب المتعب تعبا شديدًا وهو الذي ضعف من شدة التعب

• استنفد النهار طوقه: أنهى النهار طاقته من شدة التعب أي لم يعد لديه أي طاقة
• استفرغ قواه: أخذ النهار بسبب العمل المتعب كلقوته

2- الفقرة الثانية:

النوم ما أعزه وأغلاه! أو هكذا يقول المريض تعذّر عليه القيام وسرى السقام في عظامه بصنوف الآلام. فلا هو بالصحيح الصاحي فتحمله كالناس رجلان، ولا بالغافل العافي فتغمض له عينان!. أمساؤه كأصباحه ونجوم ليله كشمس نهاره!.

• ما أعزّه: العالي القيمة الذي يصعب الحصول عليه ويستعمل هذا التركيب للدلالة على أن الشي ذو قيمة عالية ويصعب الحصول عليه.

مثال: ما اعزّ الأصدقاء الأوفياء

• سرى السقام في عظامه:

تعبير  يدل على شعور الشخص بمرض أو ألم عميق ينتشر في جميع أنحاء جسمه لأن معنى سرى انتشر وانتقل

• الغافل:

ينامقليلا ويرادفه يسهو قليلا من لا ينتبه لما يدور حوله

• أمساؤه أصباحه:

أمساء جمع مساء وأصباح جمع صباح

3- الفقرة الثالثة:

النوم، ما أروحه! أو هكذا يقول المكروب أفعم الهّم صدره حتى كاد يصدّعه، وثار الفكر الملحّ برأسه حتى كاد يطير به، يطلب النوم فيتأبى عليه، والنوم كالسائمة الهائمة تشرد عن طالبها، فيحتال عليه بالفكر اقتناصاً، فيفكر ثم يفكر، ولكن في دائرة لا مبدأ لها ولا منتهى!.

• المكروب أفعم الهم صدره:

المكروب: الذي يعاني من الضيق والحزن الشديد.

أفعم الهم صدره: أي ملأ الهمُّ صدره فهو يريد أن يقول إن صدره مملوء بالهموم

• يصدّعه:يمزقه أي إن كثرة همومه كادت أن تمزق صدره.
• يتأبّى عليه: يمتنع أن ياتيه النوم
• النوم كالسائمة الهائمة تشرد عن طالبها:

4- الفقرة الرابعة:

النوم كالهواء والماء غلا حتى عز أن يكون له ثمن، منحة الله العظمى، وعطيته الكبرى، لا يستأثر بها غني ولا توصد الخزائن دونها عن فقير. وعَّمت فلم يختص بها الإنسان، فكان للخلائق أجمعين أنصبة منها، حتى النبات له من ذلك نصيب!.

• غلا حتى عزّ:

ارتفع سعره حتى صعب الحصول عليه

• لا توصد الخزائن دونه:

أي لا تغلق الخزائن بوجهه من الفعل أوصد يوصد

توصد مضارع مبني للمجهول ولذلك فتحنا ما قبل آخره.

• أنصبة منها:

أنصبة جمع نصيب بمعنى جزء من شيء أي لكل شخصجزء من هذا النوم العطية الإلهية التي منحه للبشر جميعا

ثالثًا- فيديو:

لمزيد من افائدة ندعوكم إلى مشاهدة هذا الفيديو: