كثيرة التعابير اللغوية الفصيحة التي مازلنا نستعملها في لهجاتنا العامية، وهي تتصل بسبب مع الفصحى حيث لم تنفصل عرى التواصل في كثير من الكلمات والتعابير العامية عن أصولها الفصيحة وفي هذا المقال سنعرض عليكم عددا منها ستجدون فيها متعة وفائدة من خلال معرفة الفصيح وأصل المعنى وكيف يستعمل في عامياتنا المتعددة.
1- ليس لما يفعل فلانٌ طَعم:
ونجدها في العامية الشامية المعاصرة بهذه الصورة: “بلا لون ولا طعم”
ليس له لذة ولا منزلة في القلب،
ألا من لنفسٍ لا تموت فينقضي … شقاها ولا تحيا حياةً لها طعمُ (أعشى همدان)
في العامية:
الآن نستعملها في العامية مإلا طعم هالشغلة، هالتاب بلا طعم.
2- دوّخْتُ البلاد…
المعنى الفصيح:
ذلّلتُها بكثرة وطئي لها كما في الزاهر للرازي، أي أنني جعلت البلاد تعرفني منكثرة دخولي لها.
3- أحّ، من أحَحَ:
ورد في الصحاح أحّ الرجل يؤحّ أَحًّا، أي سعل نقول في العامية الولد عم يؤح ونقول أيضًا أحّ وخاصة في بلاد الشاع ولكن في مصر يقال كَح.
فكلمة أحّ فصيحة وعربية أصيلة.
4- عايش ببحبوحة:
بحبوحة كلمة فصيحة ونعني الاتساع، ورد في جمهرة اللغة: “بحبح الرجل وتبحبح إِذا اتَّسع. والبحبحة: الاتساع. وَمِنْه قَوْلهم: بحبوحة الدَّار أَي ساحتها وَلفُلَان دَار يتبحبح فِيهَا”.
ونقول في العامية وتبحبح بعد ما صار معو مصاري، هنا تبحبح فصيحة أي وسّع على نفسه من الخيرات.
5- برطله برطيل:
هذه الكلمة تستعمل في العامية، وكلمة برطيل فصيحة لكن الاختلاف في ضبط أول حرف وهو الباء ففي الفصحى بكسر الباء بِرطيل، أما في العامية فإننا ننطق الكلمة بفتح الباء فنقول، بَرْطيل.
وكلمة بِرطيل في العصور الأولى كانت تعني بحسب ما ورد في معجم العين: “حَجَرٌ أو حديدٌ فيه طول يُنقَرُ به الرَّحَى، خِلْقَتُه كذلك، ليس ممّا يُطَوِّله الناس، ولا يُحَدِّدونه، وقد يُشَبَّهُ به خَطمُ النَّجيبة”
فربما جعلوا الدلالة تفيد بدفع مال للشخص من خلال الالتقاء بمعنى النقر أي نقر على عقله من خلال دفع البرطيل وجعله يغيّر رأيه فأعطاه ما يريد مقابلا للبرطيل الذي أخذه.
وقد ورد برطيل بمعنى الرشوة في تاج العروس حيث نقرأ: “وبَرْطَلَ فُلاناً: إِذا رَشاه، فَتَبَرْطَلَ أَي فارْتَشَى وَكَذَلِكَ بُرْطِلَ: إِذا رُشِيَ”.
6- بطحه على الأرض:
نقول بالعامية الشامية “بطَحو علأرض” وهو من الفعل بطح الفصيج، نجد في تهذيب اللغة قولا لليث، ينقله الأزهري فيقول: “قَالَ اللَّيْث: البَطْحُ من قَوْلك: بَطَحَه على وَجهه فانْبَطَح” فقد قال شكيب أرسلان في كتابه (القول الفصل في ردّ العاميّ إلى الاصل): “بطح فلانٌ فلانًا، أي بسطه، وألقاه على وجهه”.
7- بطّن الثّوْب:
قال شكيب أرسلان: “ويقولون في مصر والشام وطرابلس والمغرب (بطّنَ الثَّوْب) جعل له بطانةً وهذا من الفصيح، وكذلك البِطانة خِلاف الظِهارة مِن الثّوب، وهي من الفصيح أيضًا”.
هذا هو القسم الأول من التعابير العامية الفصيحة وإلى لقاء جديد -إن شاء الله- مع تعابير عامية فصيحة ضمن سلسلة تعابير عامية فصيحة في موقعنا أتقن العربية.
وإليكم هذا الفيديو لمزيد من الفائدة