وقفة مع آية: “يُؤْتِى ٱلْحِكْمَةَ مَن يَشَآءُ ۚ وَمَن يُؤْتَ ٱلْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِىَ خَيْرًا كَثِيرًا” | الدكتور محمد خالد الفجر
يقول الله تعالى: “يُؤْتِى ٱلْحِكْمَةَ مَن يَشَآءُ ۚ وَمَن يُؤْتَ ٱلْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِىَ خَيْرًا كَثِيرًا”
أقف مع هذه الآية وأرى فيها بلاغة ومعرفةً وفكًّا لشفرة التوفيق في الحياة، تبدأ الآية بأن الله من عنده هو من يخصُّ بعض الناس بالحكمة، التي تعني جمع كلٍّ خيرٍ، وهذا يعني أن الحكيم يكون ممتعًا بقدرةٍ مهداةٍ من رب العالمين، وهذه الهدية الربانيّة، تُفضي إلى كل خير وكما نعلم لغويًّا فالتنكير يفيد العموم والشمول واللامحدودية، “فخيرا كثيرا” تشمل استكناه مفاتيح مشكلات الأرض كلها، فترى الحكيم متوازنًا في التعامل مع كل تقلبات الدنيا، في المال، والعلم، والإدارة، وتدبير شؤون الناس، وتحمل المسؤوليات، لا تفتنه الكثرة، ولا توهن عزمه القلة، يدرك النتائج من المقدّمات، فيعرف التعامل مع أي مشكلة قبل حدوثها، ويدرك أبعاد كلّ أمرٍ وكأنّ جميع الحجب زائلةٌ بينه وبين ما يعترضه الدنيا، فيكون قراره سليمًا، ورأيهُ سديدًا.
لا يكذب قومه فيوصلهم المهالك، ولا يوقع نفسه في التهكلة، لا يغترُّ بمدح زائف، ولا يُحزنه تجاهل الخلق أجمعين، في المصائب صابر، في النعماء حامدٌ شاكر…
هذه بعض الخيرات التي يتمتع بها من أوتي الحكمة وكما قلت لكم خيرا الممتدة مع تنوين الفتح هي مفتوحةٌ على أبواب الفائدة والمنفعة التي لا حدود لها.
فاللهم نسألك حكمة من عندك تعيننا في زمنٍ تكثر فيه الفتن، والتقلبات، وتغير الأحوال، نسألك هدايةً تنير دربنا، وحكمةً تعصم خطواتنا من الزلل، وتقينا شرَّ الفتن.
يمكنكم الحصول على جميع كتبنا بالضغط على كلمة كتب