إيّاك إذا كنت ذا طموح في هذه الحياة أن تؤجل أي عمل يكون في طريقك حتى ترتيب سرير نومك لا تأجله إلى بعد فطورك بل ابدأ به أولا؛ لأن التأجيل مصيدةٌ يقع فيها الكثيرون، متأثرين بأن الساعات ما زالت أمامه واليوم طويل، ومازال العمر أمامك.
أول كلمة عليك أن تمحها من حياتك سأفعل سأقوم سأنقرا سانجز بل ضع مكانها أُنجز أَقوم أَعمل أقرأ…
كم من إنسان أتيحت له فرص كثيرة على رأسها تدريب نفسه وتعليمها فأجل الدروس والعلم إلى ما بعد لقاء أصدقائه، وكان زملاء له يتركون كل شيء ويقدمون الأولى فالأولى، فنجحوا وأثمرت جهودهم وبقي هو يجر ثياب الخيبة من أصدقاء أضاع وقته لأجلهم وتخلوا عنه وقت حاجته إليهمن وأضاع نفسه لأنه أجل ما هو مسؤول عنه.
كم من شخص أضاع برّ أمه وأبيه، لأنه أجل البقاء معهم ومسايرتهم إلى ما بعد لقاء أصحابه أو أبنائه أو زوجته ومات الأب أو الأم وبقي يتذكر تلك الساعات التي كانت أمه او أبوه ينتظرانه كي يكلمانه ويسعدوا برؤيته فإن كان ممتعا بالحس لن يسامح نفسه على تلك الساعات التي أضاعها طوال عمره.
كم من شخص أجل كتابة كتاب أو البدء بمشروع تجاري لأجل لهوٍ قصير ظن أنه سيُمتِّع نفسه به وإذ بالأيام تمر وتُطوى مسرعة فلا المشروع حققه ولا الكتاب ألفه وبقي يعضّ أنامله ندما على ما فاته.
كم من قتاة وكم من فتى أتيح لهم زواج كريم فأجلوا لأجل أحلام صبيانية فتبخرت الأحلام ووجدوا أنفسهم وحيدين بلا زواج، يحاولون نسيان ما كان من منح لزواج كريم وكيف أجلوه وكيف صار مرجل القهر يعمل بهم؛ لأنهم أجلوا ما هيئ لهم.
وهكذا تذكر أن التسويف فخٌّ من ألفه ندم، ومن سار فيه خسر، ومن تركه وابتعد عنه ربح ونجا وسعد.