نصوص مختارة: نصيحة بخيل لابنه من كتاب البخلاء للجاحظ

قال بخيل من البخلاء موصيًا ابنه: “أي بنيّ! إنّ إنفاق القراريط يفتح عليك أبواب الدوانيق «٧» ، وإنفاق الدوانيق يفتح عليك أبواب الدراهم، وإنفاق الدراهم يفتح عليك أبواب الدنانير. والعشرات تفتح عليك أبواب المئين، والمئون تفتح عليك أبواب الألوف، حتى يأتي ذلك على الفرع والأصل ويطمس على العين والأثر، ويحتمل القليل والكثير. أي بنيّ! إنما صار تأويل الدرهم «دار الهم» ، وتأويل الدينار «يدني إلى النار» . إن الدرهم إذا خرج الى غير خلف، وإلى غير بدل، دار الهم على دانق مخرجِه. وقيل: إن الدينار يدني إلى النار لأنه إذا أنفقه في غير خلف، وأخرج الى غير بدل، بقي مخفقا معدما، وفقيرا مبلطا «١» متحرّج المخارج. وتدعوه الضرورة الى المكاسب الرديئة والطُّعُم الخبيثة. والخبيث من الكسب يسقط العدالة، ويذهب بالمروءة، ويوجب الحدّ، ويدخل النار”

شرح الألفاظ:

يمككم شراء كتبنا والحصول على العديد من الخيارات في متجر أتقن العربية

إنفاق القراريط:

إنفاق القراريط: القيراط هو وحدة وزن صغيرة جدًا، كانت تستخدم قديمًا لقياس الأحجار الكريمة مثل الذهب، وتساوي جزءًا صغيرًا من الدينار أو الدرهم. عندما يقال “إنفاق القراريط”، فهذا يعني الإنفاق ببخل شديد، وإنفاق المبالغ التافهة جدًا، حتى لو كانت أجزاء بسيطة للغاية من المال. الجاحظ هنا يصف شدة بخل البخيل الذي لا ينفق إلا الفتات.

إنفاق الدوانيق:

الدانق أيضًا هو وحدة وزن ومبلغ نقدي صغير جدًا، ويساوي سدس الدرهم. “إنفاق الدوانيق” يعني أيضًا الإنفاق المحدود جدًا والبخيل، ولكنه قد يكون أكثر بقليل من إنفاق القراريط، لكنه لا يزال يعبر عن بخل شديد. البخيل هنا لا ينفق إلا ما هو ضروري للغاية وبكميات ضئيلة.

ويطمس على العين والأثرك

هذه العبارة تعني إخفاء أي دليل أو علامة على وجود شيء ما أو فعل شيء ما، بحيث لا يترك له أثرًا يمكن تتبعه.

في سياق البخلاء، قد تعني هذه العبارة أن البخيل يحاول إخفاء كل ما يدل على إنفاقه أو امتلاكه للمال، بحيث لا يترك أي “عين” (مال ظاهر) أو “أثر” (ما يدل على صرفه للمال) يمكن للناس رؤيته أو تتبعه، وذلك لشدة بخله وحرصه على ماله.

فقيراً مبلطاً: هذه العبارة تعني أن الشخص فقير جدًا، لا يملك شيئًا على الإطلاق، حتى أنه لا يملك فراشًا ينام عليه، وكأن الأرض المبلطة هي فراشه الوحيد.

  • فقيرًا: لا يملك المال أو الممتلكات.
  • مبلطاً: هنا تأتي من “بلاط”، أي سطح الأرض المستوي أو المبلط. والمقصود بها التعبير عن شدة الفقر، لدرجة أن البلاط أو الأرض الصلبة هي كل ما يملكه للنوم أو الجلوس عليه، لا يوجد لديه فراش أو سجاد.

تستخدم هذه العبارة للدلالة على أقصى درجات الفقر والعوز.

وإذا كنتم تحبون مشاهدة الدروس بالفيديو انضموا إلى قناة اتقن العربية 

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك (الكوكيز). بمواصلة تصفحك للموقع سنفترض أنك موافق سياسة الخصوصية الخاصة بالموقع. موافق قراءة المزيد