ورد في كتاب أسرار البلاغة المليء بالمختارات الشعرية واللغوية بيتا من الشعر تحدث فيه شارح كتاب أسرار البلاغة عن بيت يصور حالة مشهد طبيعي عندما تمتد الأشجار إلى السماء وكأنها بأغصانها الممتدة للسماء تشبه أناسا رافعين أكفهم ويطلبون أن ينزل المطر وأن من الله عليهم بالغيث حيث يقول الشاعر:
والباسقات رفعت أكفها …. تستنزل الغيث وتطلب الندى
وإليكم صورة لأشجار ممتدة إلى السماء أغصانها وتخيلوا كيف استطاع خيال الشاعر أن يتصور صورة الأشجاء وبماذا شبهها.
تجدون جميع كتبنا في متجر أتقن العربية
وفي بيت آخر يورد الجرجاني أثر البيت الثاني في فهم المعنى وتوضيحه وكيف ان البيت يوضح معنى البيت الأول بحيث يجعل المعنى مستقرا ومقبولا ومنطقيا في القلب، فيذكر بيتين لابن لكلك يقول فيهما:كيف أن صورة الإنسان تختلف بحسب فعله فيقول:
إذا أخو الحسن أضحى فعله سمجا…رأيت صورته من أقبح الصور
وهبك كالشمس في حسن ألم ترنا…نفرّ منها إذا مالت إلى الضرر
فالبيت الثاني بالتمثيل جعل المعنى أوضح في ذهن القارئ فالشمس مع جمال غروبها وجمالها في لحظة الصباح عندما يشتد حرها وتصبح مؤذية لنا نفر منها إلى الظل والفيء.
ويورد أيضا بيتي أبي تمام المشهورين الذي يقول فيهما:
وإذا أراد الله نشر فضيلة…طويت أتاح لها لسان حسود
لولا اشتعال النار فيما جاورت …ما كان يعرف طيب عرف العود
فالبيت الأول يقول فيه إن هناك اعمالا لإنسان طيبة وجميلة ربما تكون منسية، فيأتي الحاسد ويتكلم عن النعم التي أكرمك الله بها فينشر هذا الفعل الحسن الذي فعلته وأنت ربما تكون نسيته أو الناس لا يعرفونهان ولتوضيح المعنى يأتي بالبيت الثاني ممثلا لنفس المعنى بأن النار تحرق وتؤذي، ولكن بدون النار كنا لن نعرف الرائحة الطيبة لعود البخور فهي تشعل العود فتفوح رائحته.