ما هي أهم سمات الخطيب الناجح؟ | فيديو

الخطابة فنّ راقٍ ارتبط عبر العصور بذكاء المتحدث، وثقافته، وقدرته على التأثير في المستمعين. في هذا المقال نستعرض السمات الجوهرية التي تميّز الخطيب الناجح، ونذكر بعض الممارسات التي تسيء لفن الخطابة، مع تسليط الضوء على صقل الموهبة وتطوير الأداء اللغوي.


مكانة الخطابة عبر التاريخ

منذ العصر الجاهلي كان للخطباء مكانة رفيعة، فتبارت القبائل في الاحتفاء بمفوهيها وجعلتهم سفراء وناطقين باسمهم. وفي الحضارة الإسلامية ازدهرت الخطابة، فامتد أثرها إلى السياسة والدعوة والاجتماع، ولا يزال للخطيب الموهوب دور فعّال في مجتمعاتنا المعاصرة.

يمكنكم الحصول على كتبنا بالضغط على كلمة كتب


 أخطاء شائعة على الخطيب تجنبها

  1. التعنيف والعلوّ في الصوت
    • مخاطبة الناس بنبرة قاسية أو متعالية تجعلهم يشعرون بأنهم “مذنبون”، وتبعدهم عن الاستماع.
  2. الإطالة المملّة
    • تكرار المواضيع ذاتها بنفس صياغة ملل المستمعين، مما يُفقد الخطبة جاذبيتها.
  3. عدم احترام الوقت
    • استهلاك الوقت دون فائدة واضحة أو تجاوز الحدّ الزمني المحدد للخطبة.

السمات الأساسية للخطيب الناجح

1. الثقافة الواسعة

  • معرفة المجتمع: فهم الشعور العام، ومعرفة المواضيع الحساسة التي قد تنفّر المستمعين.
  • الاطلاع المتنوع: القراءة في الأدب والتاريخ والعلوم؛ لأن الخطابة ليست مجرد كلمات، بل عرض للأفكار والرؤى.

2. ثروة لغوية مدروسة

  • اختيار الألفاظ: الاعتماد على الكلمات البسيطة المعبرة؛ فالقليل من الكلام قد يعبر عن المعنى بأبلغ من الإسهاب.
  • تجنب التعقيد المصطنع: الكلمات الغامضة تشتت الانتباه، بينما الكلمات المألوفة تترك أثرًا أعمق.

3. الأداء اللغوي المنغم

  • الإلقاء المنسجم: تلوين الصوت بنغمات مناسبة لحالة الكلام (استفهام، تعجب، نداء)، دون صراخ أو تكلّف.
  • الإيقاع والوقف: استخدام التوقف المدروس بين العبارات لإعطاء المستمع فرصة لهضم الأفكار.

4. الكاريزما وشخصية الخطيب

  • نظرات تلاحم: التواصل البصري مع الجمهور يعزز الثقة ويشدّ الانتباه.
  • لغة الجسد: الحركات المعتدلة والموزونة تعطي صفة الثقة والاعتدال.

5. الأخلاق والذوق الرفيع

  • الاحترام المتبادل: اعتبار المستمعين شركاء في الحوار، وعدم التعامل معهم كأطفال أو أعداء.
  • التواضع والودّ: أقل ما يقدمه الخطيب أن يُشعر الناس بأن كلماته صادرة من قلبه.

وسائل تعين على تخريج خطباء مميزين:

  1. حصص تطبيقية عمليّة في كليات الآداب وأقسام اللغة العربية، لا تقتصر على الكتابة بل تشمل نطق الجملة وتلوينها صوتيًا.
  2. ورش المذيعين والمذيعات، حيث يتدرّبون على الأداء اللغوي والصوتي أمام الجمهور الافتراضي أو الحي.
  3. تبادل الملاحظات والنقد البنّاء بين الزملاء، ليتعرّف كل خطيب إلى نقاط قوته وضعفه.

خاتمة

تبقى الخطابة سحرًا خاصًا يجمع بين الثقافة الواسعة والقدرة الفنية على استعمال اللغة موسيقىً تنساب إلى عقول وقلوب المستمعين. ومن أراد النجاح في هذا الفنّ العظيم، فعليه بالالتزام بسمات الخطيب المثقف، صاحب الثروة اللغوية، المتقن للأداء الصوتي، المبنيّ على الأخلاق والذوق الرفيع.

في الختام، نأمل أن تلهمكم هذه السمات لتحترفوا فن الخطابة، وتصبحوا خير سفراء للكلمة وحملةً لمسؤولية بلاغية سامية.

فيديو:

يمكنكم مشاهدة فيديو تحدث فيه الدكتور محمد خالد الفجر عن هذا الموضوع بالضغط على هذا الرابط:

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك (الكوكيز). بمواصلة تصفحك للموقع سنفترض أنك موافق سياسة الخصوصية الخاصة بالموقع. موافق قراءة المزيد