وَلا يَصْحَبْكَ ذُو الجَهْلِ البَليدُ
شطر من بيتين ذكرهما البحتري في حماسته، والبليد هو: المتحيِّر الذي لا يدري أين يتوجه، والتَبَلُّد: التَّحَيُّر والتَّرَدُّد،وقيل البليد قليل الفهم، وريما يكون البليد الذي لا يحمل حسًّا قويًّا ويعاني كما يقال من تبلّد أحاسيسه، فهي كلمة جامعةٌ لكل برودة في القدرة على الفهم والإدراك ومعرفة مقاصد ما يسمع وما يرى فمن ابتلي ببليد وجدت فيه إحدى معاني هذه الكلمة فليعلم أنه سيعاني وكأنه يحمل صخرة على رأسه أو كأنه في مكان مظلم ولا يعرف كيف يهتدي أو يصل إلى مخرج النور فالبلادة عائق في التواصل والإنساني والبليد لا يمكن أن تتحمل مجلسه ولا منطقه ولا ردروده فهو عذاب وتعذيب لمن يبتلى به ولذلك قال عَبْدُ اللهِ بْنُ المُخارِق الشَّيْبَانِيُّ:
وَصَاحِبْ كُلَّ أَرْوَعَ دَهْثَمِيٍّ … وَلا يَصْحَبْكَ ذُو الجَهْلِ الْبَليدُ
ومعنى أروع دهثميٍّ: أروع:أي ذكي الفؤاد، ورجل دَهْثَم أي سهلُ الخُلُق أو دَمِث الخلق، ومعنى دَمِث ليِّن.
مواضيع ذات صلة
السابق بوست