راية الغدارين مخيفة لذوي الضمير | د. محمد خالد الفجر

كم هو مخيف هذا المشهد لمن يؤمن بيوم الحساب “إنَّ الغادِرَ يَنْصِبُ الله له لِواءً يَومَ القِيامَةِ، فيُقالُ: ألا هذِه غَدْرَةُ فُلانٍ.” واللواء هنا بمعنى الراية.
تخيلوا أنّ شخصًا أمام الخلق له علمٌ ورايةٌ، ترفرف مكتوبٌ عليها هذا غدّارٌ غدَرَ بفلان هذا المشهد لو كان الشخص مؤمنًا حقًّا بالله ورسوله ولقاء ربه فس يوم الحساب لابتعد عن شبهة الغدر ملايين الكيلو مترات، فما بالك بالغدر نفسه -وسبحان الله- ترى الغدارين منزوعي الكرامة في الأرض، مكروهين من كل ذي قلب. وكلُّ غدّارٍ تراه بعد غدره لا يحسن التوبة، ولا يعرف طرق الهداية، ويستمر في التيه؛ حتى يكون مستحقًّا يوم الحساب لهذه الفضيحة الكبرى أمام حشود لا يعلم عددها إلا الله.
فيا أيها الغادر لا تفرح كثيرًا، فنصرك الجزئي ما هو إلا مصيدةٌ لك ستوقعك بعيد قليل في شرّ ما صنعت، وإذا نسي المغدور فحاشا أن ينسى الرب العظيم فعلك.
أبشر بليالٍ تقضُّ مضجعك، وأصباحٍ لا ترى فيها النور؛ كي تصبح عبرة لغيرك ممن يفكر بأن يصنعَ صنعك،ويفعلَ فعالك.
لن تجد ملّةً ولا شعبًا ولا إنسانًا يمدح الغدر، أو يحثّ عليه، بل لن تجده يأمن غادرًا أو يقترب منه؛ لأن صفة الغدر تبغضها الفطرة الإنسانية، وكلّ ذي ضمير لا يمكن أن يكون غدّارًا.
الغادر يكون بليدَ الإحساس، معدومَ العاطفة، محرومَ الإنسانية، ويكفيه أنَّ له رايةً تميِّزُه عن غيره، كتلك العبارة التي تقول: احذر وابتعد وتجنب، فالغادر احذره وابتعد عنه وتجنبه.
اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك (الكوكيز). بمواصلة تصفحك للموقع سنفترض أنك موافق سياسة الخصوصية الخاصة بالموقع. موافق قراءة المزيد