ضمن سلسلة تعليم العربية من الكتب سنكون اليوم مع نص من كتاب النظرات للمنفلوطي يتحدث فيه عن الكاذب ويبين أن هناك من يكذب في فعله ومن يكذب في قولهسنقرأ النص ثم نقسمه إلى أقسام صغيرة نشرح ما ورد فيها من بعض الكلمات والجمل
النص:
لا فرق بين كذبِ الأقوالِ وكذب الأفعال في تضليل العقول والعبث بالأهواء وخذلان الحق واستعلاء الباطل عليه، ولا فرق بين أن يكذب الرجل فيقول إني ثقة أمين لا أخون ولا أغدر، فأقرضني مالا أؤده إليك ثم لا يؤديه بعد ذلك، وبين أن يأتيك بسبحة يهمهم بها فتنطق سبحته بما سكت عنه لسانه من دعوى الأمانة والوفاء فيخدعك في الثانية كما خدعك في الأولى، لا بل يستطيع كاذب الأفعال أن يخدعك ألف مرة قبل أن يخدعك كاذب الأقوال مرة واحدة؛ لأنه لا يكتفي بقول الزور بلسانه حتى يقيم على قضيته بينة كاذبة من أحواله وأطواره.
شرح بعض الكلمات:
الجزء الأول:
لا فرق بين كذبِ الأقوالِ وكذب الأفعال في تضليل العقول والعبث بالأهواء وخذلان الحق واستعلاء الباطل عليه
- كذب الأقوال، كذب الأفعال:
يشير إلى إدلاء بيانات أو أقوال غير صحيحة أو غير دقيقة. يعبر عن القول بشيء غير صحيح أو تضليل في الكلام.
يتعلق بالأفعال والتصرفات التي تعكس عدم الصدق أو التناقض مع ما يقا
- تضليل:
نشر معلومات مضللة أو كاذبة: يمكن أن يشمل ذلك نشر معلومات غير صحيحة عن حدث ما أو شخص ما أو موضوع ما.
- العبث بالأهواء:
العبث مصدر عبث وتعني اللعب برغبات الناس
الأهواء جمع الهوى ومعنى الهوى الميل إلى الشهوات
التلاعب بمشاعر الناس ورغباتهم لتحقيق مآرب شخصية
- خذلان الحق:
خِذلان مصدر خذَلَ
عدم نصرته والتخلي عنه
- استعلاء الباطل:
استعلاء مصدر الفعل استعلى وعنى استعلاء الباطل أي فورزه ونصره على الحق.
الجزء الثاني:
ولا فرق بين أن يكذب الرجل فيقول إني ثقة أمين لا أخون ولا أغدر، فأقرضني مالا أؤده إليك ثم لا يؤديه بعد ذلك.
فأقرضني:
من الفعل أقرَض والعفل أقرض فعل أمر
أقرضني أي أعطني مالا
مالا أؤده:
من الفعل أدّى
أي أعيده إليك وأوصله والمعنى العام أفي بديني الذي أعطيتني إياه
الجزء الثالث:
وبين أن يأتيك بسبحة يهمهم بها فتنطق سبحته بما سكت عنه لسانه من دعوى الأمانة والوفاء فيخدعك في الثانية كما خدعك في الأولى
سُبحة:
سُبْحة [مفرد]: ج سُبُحات وسُبْحات وسُبَح: خرزات منظومة في خيط يعدّ بها المُسبِّح مرّات التسبيح
ونقول لها أيضًا المَسْبَحلة على وزن مفعلة
يهمهم:
الهمهمة: ترديد الصوت في الصدر همهم تكلم بكلام لم يفهم أي كأنه يتكلم مع نفسه بأصوات تسمع من صدره فقط.
تنطق سبحته:
هنا استعارة مكنية أي جعل السبحة تتكلم مثل الإسنان وأبقى غلى شيء من الأمور المتربطة بالإنسا ن وهي النطق وجعلها للسبحة (للمسبحة).
يخدعك:
خدع بمعنى أظهر له خلاف ما يُبطن، وأضمر له المكروهَ، ومعنى أضمر أي أخفى
الجزء الرابع:
لا بل يستطيع كاذب الأفعال أن يخدعك ألف مرة قبل أن يخدعك كاذب الأقوال مرة واحدة؛ لأنه لا يكتفي بقول الزور بلسانه حتى يقيم على قضيته بينة كاذبة من أحواله وأطواره.
- يقيم على قضيته بينة:
قدم أدلة وبراهين واضحة تدعم حججه أو قضيته
- الزور:
الكذب والباطل
- أطواره: وهيئاته
فيديو:
لمزيد من الفائدة ندعوكم إلى مشاهدة هذا الفيديو: