أسمع كثيرا عن قصص أمهات يحرمن أبناءهن من رؤية آبائهم لخلاف أو طلاق حصل بين الأب والأم وكذلك عن آباء يفعلون الفعل نفسه، فمثل هؤلاء لم يحرقوا قلوب الأبناء وحسب بل يتاجرون بهم والأعظم أنهم يسيرون في طرق الفجور والضلال وغضب الله، والعجيب أن الله يتخلى عنهم فلا يدلهم على طريق الهداية بل يملي لهم ويملي وكل يوم ملائكته تلعنهم وتراهم متخبطين في الأرض لا يثبت لهم حال ولا يعرفون قرارا ولا استقرارا فيحرمهم من كل سعد ومن كل مكانة ومن كل قيمة حتى يزيد سجل الغضب عليهم ثم يأخذهم أخذ عزيز مقتدر ربما في الدنيا وهذا الأخذ هو أصغر بكثير من ذلك الذي سيكون في اللقاء الأخير عند الله حيث ينادي الرب العظيم: {لمن الملك اليوم} فيا أيها المحروم أولا كن سعيدًا لأنك لست السائر في طريق الضلال والغواية، وسعدك أكبر يوم لقاء الله فنحن في لعبة صغيرة قصيرة ستنتهي مع آخر نفس فيها وربما يكون الآن او بعد ساعة أو سنوات ذوات عدد لكنها لعبة منتهة بلا شك. قدرك أن تتحمل قليلا في هذه الأرض والله يريك كل ساعة معيته لك فكن مطمئن القلب لأنك بمعيته.
وأما أنتم أيها المتاجرون بأبنائكم لإطفاء غلٍّ في قلوبكم، فانتظروا لهيب غضب في الدنيا يحرق قلوبكم، ولعنة متواصلة تعكر لياليكم وجميع أيامكم.
مواضيع ذات صلة
السابق بوست