السائرون في طريق الإبليسية | د. محمد خالد الفجر

كثيرون يخسرون هبة الله لهم بأن يكونوا أناسًا خيرين ولكنهم يفضلون البعد عن الخيرية والسير في طريق الإبليسية. وما فرعون وهامان ومن عرف بفجوره مثلهم، إلا عبارةٌ عن رموز لأتباعهم ولا يشترط أن يكون تابعهم كافرًا بربه، بل قد يكون غير تارك للفروض ويربي أبناءه على مظاهر التدين، ولكن فجوره لا يخالف فجور فرعون، ونفاقه لا يخالف نفاق ابن أبي بن سلول، وترى أفاضل الناس يبغضونه ولا يصدقونه، ويتمتع هذا الفاجر المنافق بتكبره ونظرته الدونية للناس، ولكن تراه حريصًا على فتات غيره يسعى لسرقته ونهبه وحرمانه من أي حق من حقوقه، وماذلك إلا لأن دماء الفرعونية والسلولية سارية في عروقه، فيعيش خسيسًا بغيضًا إذا ذكر أمام أحد لُعِن، وإذا اقترب منه طيب دعوا له بالخلاص منه ومن علاقته به، وأشفقوا عليه لأنه خدع بنفاقه ولم يعرف حقيقته، والمشكلة أن هؤلاء يفرّخون وفراخهم تكبر فيزداد نفخ كيرهم من السوء سوءا ومن الشر شرًّا وتكون أيامهم مزدهرة أيام الفتن فيظهرون وهم صغار ويكبرون وهم أقزام لكن قيمتهم لا تساوي شسع نعل رجل محافظ على فطرته ونقائه ربما لا يعرفه أحد ولكنه عند الله كبير وعظيم، وأما ذلك المنافق وأفراخه من ذكور وإناث فلن يكونوا أكبر من إبليس ولا أذكى منه ولكنه ملعون مرجوم،
وكأن الله يقول لنا كل من سار على درب إبليس هو عندي وعند الطيبين من خلقي ملعون مرجوم ألا لعنة الله على إبليس الجني وأبالسة الإنس أجمعين أكتعين إلى يوم الدين.
اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك (الكوكيز). بمواصلة تصفحك للموقع سنفترض أنك موافق سياسة الخصوصية الخاصة بالموقع. موافق قراءة المزيد