وأنا أعد رسالة الدكتوراه كنت أنظر في لغة القرن الرابع الهجري، ولغة القرن الثاني عشر للهجرة، فوجدتُ أن التقديس والتبجيل لأمور أقل من عادية ظهرت مع خفوت قوة العلم والمعرفة فالخوارزمي مثلا صاحب مفاتيح العلوم ستجد عنده علما ومعرفة تفاجأ أنها كانت في ذلك العصر، ومع ذلك لن تجد في كتابه لغة تبجل أو تقدس بل الكتاب مركز على الغاية التي ألف لأجلها وهي جمع مصطلحات المعرفة في زمنه لتزويد الموظفين في الدولة آنذاك بالمعارف؛ حتى يتقنوا عملهم وخاصة أولئك العاملين في الدواوين، أما في العصور المتأخرة وخاصة في القرنين الحادي عشر والثاني عشر فستجد نقلا طويلا وتركيزا على معان بعيدة عن الحياة وألفاظًا تقديسية مازلنا نرى آثارها في أيامنا وهذا يدل أن الوعي كلما ازداد صار التركيز على الشيء المتصل بالحياة وتطويره وتنميته، وكلما قل: صار الركيز على التبعية دون تحقق، والتقديس دون تفكّر.
مواضيع ذات صلة
السابق بوست
القادم بوست